ح أرن عليك .. إوعى تفتح عليّا!!!
اوعى تفتح عليه ... ماذا لو قال أحد الأشخاص هذه العبارة قبل ظهور
الموبايلات .... يعنى من عشر سنين مثلاً ... أكيد كنت ستظنه يحذرك من أن تفتح عليه الحمام عليه مثلاً و هو بيتليف .. أو تفتح عليه باب حجرته و هو بيغير هدومه ..لم يكن فى الحسبان وقتها أن يكون التليفون ضمن قائمة هذه المحظورات .. يعنى لو حد سألك ساعتها اوعى تفتح عليه التليفون ( قبل ظهور الموبايل ) بالطبع كنت ستتسائل .. أفتح عليه التليفون إزاي ... هو حنفية !!
- و الآن تبدلت الدهشة إلى عادة و أصبحت هذه جملة مستهلكة بين الناس
و خاصة بين الحبيبة ..
تقولك البنت التى تحبها
.. هرنلك بس
إوعى تفتح عليه ، تبقى خسرتنى يا روحى لو فتحت و كمان خسرتنى دقيقة
من الرصيد .. و ما أعطلكش و ده معناه خصام دائم و فى أحسن الأحوال تنذرك بأنها لن ترن لك ثانية إذا تكرر ذلك .. يعنى يا روح قلبى هسيبك إنت ترن و تطن زى النحلة و لا
هعبرك و بذلك تنقطع لغة الدلال و التواصل المجانية - يا دوب شوية استهلاك فى البطارية و خلاص - و عندما تطلب منك الحبوبة ألا تفتح عليها فهذا ليس لأنها لا تحب سماع صوتك فى التليفون ، و لكن لأن الدقيقة بالشئ الفلانى .. لأنها ممكن تكون بتحوش تمن الكارت من مصروفها .. و ممكن كمان ما تاكلش عشان توفر ثمن كارت الشحن ، لكن تخلص رناته .. أهو ده اللى مش ممكن ابداً !!!
و الموبايل بين الحبيبة أصبح شيئاً هاماً و ضرورياً رغم ان كلا الطرفين
يمكن أن يكون موجوداً فى البيت معظم الوقت ،
إلا ان سياسة الفقر السابقة تصبح سياسة الأقرع و النزهى ...
صاحبنا عايز يحب و يقضى حياته رنات و كلما إزدادت رناته كلما كان
معبراً عن هيامه أكثر و لان الحبوبة ممكن تزعل لو ما رنش ...
معنى كده إنه مش فاكرها ... يعنى مطنشها و تقول فى بالها يبقى أكيد
ناوى يخلعنى من دماغه أو شاف له شوفه تانية و هكذا تصبح الرنة بين
الأحبة وظيفة ضرورية لا تقل عن وظيفة كيلو الفاكهة الذى يحمله الخاطب
لخطيبته فى زيارته الأسبوعية فى المنزل و ذلك ليثبت بفاكهة المحمول إنه
مش جلدة - هذا بعد أن اعانه الله و قدر يخطب - و مزيداً من
الإخلاص فى الحب يحوش الحبوب كام رسالة عاطفية من بتوع الكمبيوتر
يرسلهم للجو عشان تتبسط ... صحيح ممكن تكون أمة لا إله إلا الله
حافظة رسالته قبل ما يبعتها لأنها دارت على موبايلات خلق الله قبل كده
.. و لكنها إعادة صياغة عصرية و تكنولوجية لما كان يحدث قديماً
عندما يستعين أحد المحبين بكتاب شعر ينقش منه كلمتين يلخبطهم على
الجواب إللى ناقله من كتاب ( 100 رسالة عاطفية ) و بعدين يبعته
لحبيبته ..
بعد الموبايل كل إنسان أصبح متاحاً و مقتحماً أى حد تقدر تجيبه من أى حته
و البت اللى أبوها قافل عليها أبواب البيت و شبابيكه و حاطط عليها 100
قفل تقدر تلاغيها و تلاغيك لو معاها موبايل ...
فهو حتة حديدة صغيرة تقدر هى تخليه صامت و تقرأ رسايلك و لو فى
الحمام ، ببساطة اللوعة التى كنا نستمع إليها فى أغانى أم كلثوم لم تعد
موجودة .. بدل ما تقعد تقزل فى نفسك أغداً ألقاك تبعت ( ماسيدج )
بالمضمون و سيبك بقى من السهر و السهد و التنهيد .. بدل ما تقف أدام
البيت و تقلد صوت كلب أو فار ( و ده سيم متفق عليه طبعاً ) يوفر
المحبوب